كلمة ئارام شـيخ محـمد بمناسبة عرض فيلم عن حلبجة
3/15/2015
بسم الله الرحـمن الرحـيم
الأخـوات والأخــوة الأعــزاء ...
الحــضــور الكـريم ...
الســــــلام عليــكم ...
بحـزن عميق وألم كبير اليوم نتذكر جميعنا مأساة أهلنا في أقليم كوردستان العراق وما جـرى من مآسـي وجـرائم بحق الأنسانية من عمليات التطهير العرقي والتهجـير القـســري، فمنذ تولي حزب البعـث المقبور السلطة في العراق بدأ زمن المعاناة والجرائم، ففي عام 1988عمد الطاغية المقبور صدام حـسين وبمساعدة مجرم البعـث علي كيماوي إلى ضرب الشعب الكوردي في كوردستان بسلاح كيماوي فتاك المحظور دوليا وتسـبب بقتل أكثر من خمسة آلاف مدني من شيوخ ونساء وأطفال وشباب وللأسف أمام صمت الدول.
ولاشك أن ما جـرى في مدينة حلبجة من قصـف متعـمد على مدينة آمنة ليس فيها غير اناس بسطاء من المزارعين والمدنيين وخلف القصف آثارا مأساوية وحجم الدمار على المستوى الأنساني كان كبيرا تجاوزت حدود المنطق العقلي.
هذه المدينة حاضرة معنا دوما وأن هذه المجـزرة الغـير أنسانية ستبقى علامة سوداء في جـبين النظام الشوفييني الذي مارس مع المجرمين من أتباعه كل أنواع الظلم والاضطهاد وقام بإبادة المدنيين الأبرياء العـزل.
حلبجة الشهيدة جـريمة العصر وإبادة جماعية ضد شعب أصيل دفع ثمن حريته غاليا فليتعلم الآخـرون من هذا الدرس المؤلم وليتذكر العالم كله بأن عدالة السماء أقـوى وأعـظم من عدالة الأرض ومهما سالت الدماء والدموع فأن الطغــاة والمجـرمون لا يسـتطيعون الوقــوف أمام أرادة الشــعـوب والمناضلين لنيل الحـرية والديمقراطية.
ويجب ان نعرف بان الممارسات المقيتة الاخيرة التي حصلت في الاونة الاخيرة بحق مكونات الشعب العراقي من الايزيدين ونوعية الجرائم التي ارتكبت بحقهم، بحيث لا يمكن ولايجوز واشعر بالاشمئزاز من ذكرها، كما ان الممارسات الاخرى بحق المسيحين والتركمان والشبك والصابئة، كل هذه الجرائم للابادة والتطهير العرقي عبارة عن بقاء هذه العقلية الشوفينية، ليس فقط في عدم قبول الاخر وانما ازالته من الوجود.
هذه العقلية بين الحين والاخر تظهر وتفرض نفسها بقوة وتقوم بتطبيق مابداخلها بالدمار والتطهير العرقي واسالة الدماء.
فلو نحن السياسيون في العراق والمسؤولون في الحكومة، والقادة السياسيون في الكتل لايريدون لهذه النماذج المقيتة التي رسمت بقعة سوداء في تاريخ العراق ان لا يتكرر كحلبجة وشنكال وشير وسبايكر وبادوش وكما حصل لعشائر الانبار والمدنيين في محافظات الموصل وصلاح الدين والاهالي في ديالى يجب علينا بل ودماء الابرياء والضحايا، يلزمنا وبجدية محاربة ومواجهة كل انواع الايدولوجيات الشوفينية التي تهدف من وراء صياحها وفرضها في اي مكان كان الى الابادة الجماعية بحق المواطنين ومكونات اصيلة وعريقة موجودة منذ الاف السنين على هذه الارض.
نعاهد شعبنا باننا سنبقى اوفياء لدماء الشهداء وسنعمل على ارساء مباديء وركائز حقوق الانسان والديمقراطية في العراق وسندافع عن حقوق شعبنا في كل ارجاء الوطن .
اليوم نقـف وفاءا وأجلالا لنعـزي شعبنا الكوردي ونواسي عوائل وذوي شهداء مدينة حلبجة الكوردستانية وشـهداء الكورد الفيليين كما نعـزي ذوي الضحايا للمقابر الجماعية وكل شهداء العراق.
ولاننسى أن نثني على جهود الدائرة الأعلامية والكادر الفني لأنتاج هذا الفيلم الوثائقي نقدم لهم شكرنا وتقديرنا لهذه الجهود الطيبة.
والسلام عليكم ورحـمة الله وبركــاته
ئــــارام شــــــيخ محـــــــمد
نائب رئيس مجلس النواب العراقي
25/1/2015