كلمة سيادة نائب رئيس البرلمان آرام شيخ محمد في الحفل الوطني لدعم القوات العراقية
4/29/2017
بسم الله الرحمن الرحيم...
السيد رئيس البرلمان، السيد رئيس كتلة تحالف القوى العراقية السيدات والسادة، الحضور الكريم طيب الله أوقاتكم بكل خير وسرور...
بداية أقدم خالص التعازي والمواساة لعائلة وذوي الشهيد آمر اللواء الثامن عشر في الفرقة الخامسة شرطة اتحادية (العقيد الركن خضير وادي عبد المهدي) الذي روت دمائه الطاهرة الساحل الايمن لمدينة الموصل والشهيد المجاهد الأعلامي حيدر المياحي، كما أقدم التعازي والمواساة لعوائل وذوي الشهداء الذين راحوا ضحية العمل الأرهابي في منطقة الكرادة بالأمس ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
أود أن أقدم شكري وأمتناني الكبير لراعي الحفل والقائمين عليه، أن هذه المبادرة والوقفة الوطنية لدعم قواتنا المسلحة، هو برهان على حرص الجميع للوقوف بجانب الذين يحاربون اليوم أعتى وأشرس تنظيم هدد الأمن والسلام في العالم وأرتكب أبشع الجرائم، هؤلاء أبطال العراق المقاتلين هم من أصول وجذور طيبة وخيرة من هذا الشعب.
بدماء هؤلاء تستمر الحياة، وبدماء هؤلاء تستمر الأعمال، أتينا اليوم تحت قبة البرلمان وألتقينا هنا سوية وبعد قليل سنعقد جلسة وسنتحاور ونتجادل معا لربما نختلف أونتفق، كل هذا يحصل بشكل أنسيابي وتستمر الحياة بطبيعتها في المدارس والدوائر والمعامل، السؤال؟ كيف...؟ الجواب واضح، هناك أبطال يقاتلون بكل شجاعة ويضحون بدمائهم الطاهرة من أجل أن تستمر الحياة، أذن مانقدمه اليوم بأي شكل لهؤلاء الأبطال لهو قليل جدا.
أبنائنا أثبتوا شجاعتهم وأخلاصهم لبلدهم وحفاظوا عليه بدمائهم الزكية، هنا نتساءل...؟ هل نستطيع نحن السياسين أن نثبت أخلاصنا وأرادتنا على أكمال ماتم تحقيقه من الأنتصارات في جبهات القتال وترجمته على الواقع السياسي والأجتماعي والخدمي في حياة المواطنين...
سادتي المعادلة صعبة جداً فبقدر حجم التضحيات علينا كسياسيين أن نتفاعل بروح وطنية ونترك خلافاتنا الضيقة جانبا، لأننا مقبلون على مرحلة جديدة مابعد داعش، نحتاج اليوم الى رؤية واضحة وخارطة طريق لأدارة المناطق المحررة وأعادة النازحين والبذل المزيد من الجهود والتعاون المشترك بين كافة المكونات وفتح صفحة جديدة لأعادة الحياة وتقديم الخدمات وتمكين الداوئر والمؤسسات الحكومية للقيام بدورها بشكل طبيعي في المناطق المحررة، وأكثر من هذا نحتاج الى ورقة شاملة للتسوية السياسية والمصالحة الفعلية فيما بيننا.
الحضور الكريم...
لايكفينا أن نردد شعارات وهتافات، بل يجب أن نتمعن بمدى أهمية الأمانة الوطنية والأخلاقية الملقاة على عاتقنا، لذلك نجدد اليوم مساندتنا ودعمنا الكامل كبرلمان لأبناءنا من القوات المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة، ونحن كممثلين عن الشعب نعلن مرة أخرى بأننا الظهير القوي للجيش وكافة الصنوف العسكرية، وماتبقى على الحكومة أنصاف حقوقهم وصرف رواتبهم بالكامل كما شرع لهم البرلمان في القانون الموازنة الأتحادية.
العراق يخوض هذه الأيام معارك حاسمة ومتصلة ضد قوى التطرف والأرهاب الذي يسعى الى عرقلة مسيرة الشعب والتنمية.
أن الوقوف بوجه الأرهاب والقضاء عليه سيوفر حتما الحياة الكريمة للمواطنين، ويمهد الطريق ألى تذليل الصعاب وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل والأزمات.
هناك من راهن على أبنائنا بالتقهقر والخضوع في ساحات القتال، ورأينا من ذهب الى أبعد من ذلك وقال بصريح العبارة بأن المناطق المغتصبة تحت أيدى الإرهابيين لن نصل إليه ولن تعود تلك المناطق ألى أحضان الوطن مرة أخرى، وبالعكس من ذلك كنا على ثقة ويقين بأن تطيهر الأرض من دنس الدواعش مسألة وقت فقط، وها نحن نقف اليوم هنا والقوات العراقية على مشارف تحقيق النصر الأخير والتحرير الكامل لمدينة الموصل والقضاء على عصابات داعش الإرهابية.
أعزائنا الكرام...
من الضروري جدا في قادم الأيام، أن نخطو خطوات سياسية مهمة وجادة، تبدأ بتثبيت خارطة التسوية لما بعد داعش، وأستثمار ماتم أنجازه من الأنتصارات الكبيرة على يد قواتنا المسلحة.
وقضية عودة النازحين ألى ديارهم يجب أن تكون من أولى الخطوات، لكن أيجاد الحلول السياسية والأتفاق على أدراة المناطق المحررة ليس أقل أهمية من أجل تحقيق الأستقرار الدائم في هذه المناطق.
وهنا نؤكد أيضا على ضرورة تنظيم جميع القوات المسلحة حسب القانون وتحديد المهام والواجبات لمرحلة مابعد التحرير والأستقرار، أننا على يقين بأن الأيادي التي أستطاعت حماية بلدنا والحفاظ على كرامتنا، لن تبخل في بناء وأعمار الوطن من جديد، أذا كان لدينا أرادة جدية، نستطيع أن نبدع و نخلق تجربة جديدة ونعوض ماخسرناه في الماضي.
سادتي.. أيجاد الحلول الجذرية لمشاكل ومستحقات البيشمركة والأعتراف بها بالفعل وليس بالقول كجزء حقيقي من منظومة الدفاع العراقي وينالوا جميع مستحقاتهم من الرواتب والتسليح واالتدريب والتجهيز كما يتمتع به الجندي العراقي، وهذا نعتبره جزءا مهما من مفهوم الأنصاف والشعور بالأنتماء الحقيقي لهذا الوطن.
كما ندعو ألى أيجاد الحلول المناسبة للمناطق المتنازع عليها، كما سمعنا لنجعلها مناطق متفق عليها، كي نترجم ثقافة التعايش السلمي ومفهوم الشراكة والأخوة بين جميع المكونات في هذه المناطق وباقي أنحاء العراق على أرض الواقع، وكل ذلك نراه من الأمور المهمة والضرورية للقادم القريب، من أجل أستتباب الأستقرار الأمني والسياسي والمجتمعي والوصول الى بر الأمان وخاصة في المناطق المحررة.
أخيرا أجدد شكري وأمتناني العالي لكل من ساهم في أقامة هذا الحفل الوطني، الرفعة والسمو لكل شهداءنا الأبرار وتحية أجلال وأكرام لكل أبطال العراق في جبهات القتال.
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته