الرئیسیة
كلمة ارام شيخ محمد بمؤتمر قانون الأحزاب

3/29/2015

كلمة سـيادة نائب رئيس مجلس النواب في مؤتمر( قانون الأحـزاب من وجهة نظر مدنية) والذي عقدته لجـنة مؤسـسات المجتمع المدني في مجلس النواب العراقي.

 


 السیدات والســادة النـواب المحـترمون ...
السیدات والسادة الحضور المحترمون....
السـلام علیکم ورحـمة اللە وبرکــاته.....

لايمكن الحديث عن النظام الديمقراطي في العراق، مالم نستكمل الركائز الأساسية لبناء دولة المؤسسات، ونثبت جميع القوانين الواردة فى الدستور لتنظيم الحـياة السياسية والمدنية فى البلد.
 نحن نرى من الضروري ان يصدر جـميع القوانين الضرورية التى من شأنها النهوض بعملية السياسية، خاصة بعد صدور الدستور العراقي في عام 2005، ولكن السياسة التشريعية لم تكن على المستوى المنظور وانما أتسمت بنوع من البطئ والممطالة، وهنا ايضا يجـب ان نذكر حقيقة اخرى، أن بعض القوى السياسية وخاصة المهيمنة فى السلطة كان لها مصلحة فى عدم اثارة والشروع فى بعض القوانين المهمة للأنها كانت مستفيدة بشكل من أشكال فى الوضع السائد وهذا ما أثـرت بشكل كبيرعلى عملية التحول الديمقراطي في البلد، مما ادى ألى خلق بيئة مضطربة مشحـونة بالشـك والريبة بين المكونات السياسية.
أيها الأخوة والأخـوات نحن فى هيئة الرئاسة نعلم جـيدا بأن على عاتقنا مهمات صعبة ويجب علينا أنجازها أقول لكم بكل صدق وأخلاص، نحن عازمون على تحدي جميع الصعوبات و المعوقات الموروثة لدورات السـابقة ونطمح ان نكون فى مستوى المرحلة، وانشاء الله لن نألو جهدا من أجل العـبور الى مرحلة جديدة فى الحـياة السياسية، ونعلم ايضا أمامنا عوائق جـمة  ولكننا ماضون بفتح جميع القوانين الشـائكة، لما لها من أهمية كبيرة فى تحـديد أطر عمل مؤسـسات الدولة و اختصاصاتها.



نحن هنا اليوم، بصدد الحديث عن أحـدى القوانين الذي له أهمية كبيرة فى تنظيم الحياة السياسية فى العراق، الا وهو قانون الأحـزاب السياسية.
تنظيم العمل الحزبى بشكل قانونى فى العراق، معناه تثبيت مبدأ التعـددية الحـقيقية وتعـزيز روح المواطنه والأنفتاح على جميع مكونات الشعب دون الاقتصار على لون او طائفة واحـدة، وهذا برأينيا، دواء للآفة التى أبتليت به العـراق.
أعزائي الحضور، ان حكومات المتعاقبة في العراق جميعها كررت تجربة حـزب واحـد، اوتحزب الدولة ولكن حـتى الآن لم نجرب التعددية الديمقراطية الحقيقية، على أسـاس عدم الأبتلاع ومحاولات الأقصاء والتهميش الآخر، وأتاحة الفرص المتكافئة لأبناء البلد واحـد، من أجل طرح الرؤى المختلفة لنهوض بالعملية السياسية وبناء دولَة المواطنة كما ندعيها.
في وقت نفـسه، نشـدد على ضرورة أنجاز القانون تنظيم العمل الحزبى فى العراق  نشدد أيضا على ضرورة ألتزام الأحزاب الكبيرة وأصحاب النفوذ فى السلطة، بالمبادىء التعددية الفعلية وترك ثقافة الأبتلاع الآخر عن طريق الترهيب والترغـيب، صحيح أن وجـود قانون الأحزاب بحد ذاته أمر مهم، لكن الاهم الايمان الحقيقى بتقبل الآخـر، فمثلا فى دولة مثل هولندا لاتوجد فيها قانون الاحزاب، لكن الوعي السياسي وثقافة التقبل الآخـر ضمنت لأي شخص تشكيل حـزب شرط أن لايخالف القانون العام للبلد.
ومن هنا تبرز أهمية دور المنظمات المجتمع المدني، لأنها تمثل جـوهر المجتمعات المدنية والمتحضرة،عملهم الأسـاسي، تثقيف ومشاركة الناس فى تقرير مصريهم السياسي و مواجهة الأزمات والتحولات السياسية  بأعتبارها أهم القـنوات المشاركة الجماهيرية.
نحن نؤمن بأن التعـددية السياسية وأحترام الرآي الآخر تتم عبر إطلاق الحريات الأساسية وفي مقدمتها حرية تأسيس الأحزاب وحرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي والإجتماع والتظاهر السلمي التي تعـد من متطلبات النظام الديمقراطي، ومن أسـس تقييم الحزب السياسي، مدى قيامه بتحقيق الوظائف العامة المنوطة بالأحزاب  والمتعارف عليها في أدبيات النظم السياسية، وهي تتضمن سـواء كان حزباً في السلطة أو المعارضة، خـمس وظائف أساسية هي التعـبئة ،ودعم الشرعية، والتجنيد السياسي، والتنمية، والأندماج القومي.
الأحزاب السياسية إحـدى أدوات التنمية السياسية في العصر الحديث، فكما تعبر سياسة التصنيع عن مضمون التنمية الاقتصادية، تعبر الأحزاب والنظام الحزبي عن درجة التنمية السياسية في النظام السياسي، وقد حافظت الأحزاب السياسية على أهميتها بالرغم من تطور مؤسسات المجتمع المدني، التي اكتسب بعضها مركزاً مرموقاً على الصعيد الخارجي من خلال التحالفات عابرة القومية.
ونظرا لأهمية دور المنظمات المدنيه، فهي كالاحزاب السياسية عليها مسؤولية كبيرة فى أدارة شؤون المجتمع، ومن الأهمية أيضا، أن  منظمات المجتمع المدنى  تنأى بنفـسها عن التأثيرات والتدخلات الحـزبية، حتى تستطيع ان تلعب دورها التوعويا و تثقيفيا بشكل مستقل و تكون حلقة وصل أمينة بين الناس والسلطة و تؤدي دورها التكامل على أكمل وجه.

أيها الأخوة والأخوات، كما يقول المثل (أهل مكة أدرى بشعابها)، نعم نحـن أدرى بعملكم الأنساني والمشرف، كنا لسنوات عدة من أحد فعالين والناشطين في التابعة لمنظمات المجـتمع المدنى، وكان لنا شـرف ودور ولو كان بسيطا فى توعية الناس فى أقليم كردســتان و أنحاء أخـرى من العراق، بما لهـم من حقـوق وماعليهم من واجـبات، لذا نحن نثمن خطاكم، لأننا نفهم ونعلم جيدا طبيعة عملكم، فى معـظم المجالات.
  أن أجتماعکم هذا تعـتبر عملیة مهمة من أجل ترسیخ أسـس ومبادىء الدیمقراطیة بین السلطة التشریعة الممثلة بلجنة مؤسـسات المجتمع المدنی و المنظمات الغیر الحکومیة في عملیة بناء مجتمع مدني وحضاري، ولابد أن نثمن هذه الجهود الخـیرة، أتمنى لکم الموفقیة والوصول الى أهداف مرضیة من أجل بناء عراق مزدهـر وغد أفضل للاجیال القادمة.
 شکرا لکم . . . والسلام علیکم ورحـمة الله وبرکاته

ئــــــــارام شـــــــــيخ مـــحـمـد
نائب رئيس مجلس النواب العراقي
الأحـــــــــد 29/3/2015

 



التصریح و التعبیر

Developed by Avesta Group and powered by Microsoft Azure