كلمة ئارام شيخ محمد بأسم العراق في مؤتمر أتحاد البرلمان الدولي
10/22/2015
السيد رئيس البرلمان الدولي المحترم
السيدات و السادة روؤساء واعضاء البرلمانات و الوفود المشاركة المحترمون
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهُ....
اسمحوا لي بأسم الوفد العراقي ان اعبر عن امتناني العميق لكل من شارك في التنظيم والاعداد لهذا اللقاء المهم، فما انعقاد هذا التجمع الا دلالة على مساهمات البرلمان الدولي الكبيرة لتعزيز التعاون والسلام في العالم . وانه لشرف لي ان اقف اليوم بينكم بصفتي ممثلاً عن مجلس النواب العراقي الذي حرص على تحسين علاقات العراق الخارجية والحرص على المشاركة في المحافل الدولية . كما اننا في مجلس النواب العراقي كنا منذ البداية نعمل على تنفيذ المسؤوليات التي عهُد بها الينا بوصفنا السلطة التشريعيه العليا في العراق وتمكنا من تجاوز مرحلة في غاية الحساسية والاهمية ونجحنا في تشكيل حكومة وطنية استطاعت اثبات جدارتها وقامت بالتعاون مع مجلس النواب بأجراء اصلاحات عديدة في البلاد .
السيدات والسادة الحضور....
اعتقد من الضروري ان نعمل على تعزيز مصدر القوة الذي يجمعنا الا وهو الاحترام المتبادل الذي يربط ويديم علاقاتنا ، احترام الانسان لأخيه الانسان بغض النظر عن لونه او دولته او قارته - احترام الرجل والمرأة على حد سواء - احترام الاديان والمعتقدات وكل ما يؤمن به الانسان وعدم الاعتقاد بأن رأى الاخر يمثل الصواب حتى وان اختلفت معه في الرأي - احترام الطبيعة بكل ما فيها ، احترام الماضي والحاضر والمستقبل . ويجب ان نزرع هذه القيم في اطفالنا لنحصل على اجيال ترفض العنف وتصنع السلام وتحتضن الجميع بلا تفرقه .
اسمحوا لي ان اتطرق من هذا المنبر الى اهم مشكلتين تمر بها العالم اليوم وهي الارهاب والهجرة .
ان الارهاب بأختلاف مسمياته يمثل اليوم وباء شديد الخطورة واصبح لابد من تكاتف الجميع للقضاء على هذا الوباء من جذوره فكما تعلمون ان الارهاب لا يفرق بين الناس وغايته نشر الرعب في البلدان والامم الامنه دون استثناء لتحقيق ما يصبو اليه من نشر الظلام والتخلف في العالم .
ان العراق يعاني اليوم من هجمة شرسة وقوية يقودها التنظيم الارهابي المسمى ب (داعش)، حيث يرتكب هذا التنظيم ابشع الجرائم بحق المدنيين الابرياء وبدء بضرب كل مقومات الحياة بل وتعدى الى ضرب تاريخنا وحضاراتنا من خلال هدم الاثار الحضارية حفظها وحرص عليها العراق عبر الاف السنين وحتى فى زمن الاسلام، وكاد المشهد ان يكون اقسى من هذا بكثير لولا وقوف وتصدي وشجاعة كل ابناء العراق من الجيش والحشد الشعبي وقوات البيشمركة وابناء العشائر.، حيث سطروا بشجاعتهم ودمائهم الزكية اسمى ايات التضحية من اجل ارضهم وحياة ابنائهم وصدوا هذا التنظيم الارهابي رغم كل ما يعاني منه بلدنا من قلة السلاح والعتاد ورغم الازمة الاقتصادية التي نعاني منها بسبب انخفاض اسعار النفط الذي اثر سلباً على كافة مجريات الحياة بصورة عامة وعلى مجريات سير العمليات العسكرية بصورة خاصة لانه كما تعلمون ان تكاليف الحرب عالية جداً .
لذا نحن نحتاج اليوم الى وقوف العالم معنا لاننا نقاتل نيابةً عن العالم اجمع . نحن اليوم لا نستطيع ان ننكر دور التحالف الدولي وأصدقائنا في مساعدتنا في القضاء على تنظيم داعش الارهابي وتوجيه ضربات جوية وتقديم مساعدات عسكرية بالاضافة الى تقديم المشورات والتدريب من قبل المستشارين العسكريين لكن مساعدة التحالف لنا لم تكن بمستوى الطموح اذا ما قورنت بحجم التحديات كما ان الخارطة العسكرية للتحالف غير واضحة الاهداف.
العراق اليوم يرحب بأي دعم او مساعدة من الدول الصديقة للقضاء على هذا التنظيم لانني كما اسلفت سابقاً اننا نقاتل نيابةً عن العالم اجمع .
ومن الاثار السلبية التي خلفها الارهاب الدولي اضافةً الى القتل ونشر التخلف هي الهجرة -وصعوبة الوضع ألاقتصادى،
نحن في العراق لدينا مشكلة كبيرة وهي النـزوح الداخلي، اذ ان الملايين من العوائل تركوا مناطقهم ومنازلهم وهربو من هذا التنظيم الارهابي الذي لم يفرق بين صغير وكبير ، النازحون اليوم يعانون من مشاكل عديدة ( مشاكل صحية و مشاكل انسانيةو مشاكل غذائية) وغيرها، حيث عانوا من صعوبة في عملية النـزوح فاقمها عدم تمكن معظم العائلات من نقل حاجياتهم الاساسية من ملابس وطعام وحليب اطفال والاغراض الشخصية الخفيفة مما اضاف ثقلاً جديداً اضافة الى مسألة السكن الصحي وتوفير مستلزمات الحياة الاساسية . كما ان قرب موعد الموسم الدراسي وعدم تمكن الطلاب من الالتحاق بالمدارس والكليات زاد من المعاناة اكثر واكثر. نحن في العراق نعمل على توفير كل ما يحتاجه النازحون لكن مهما توفرت لهم من احتياجات فهي حلول مؤقتة وليس علاج للمشكلة والحل الحقيقي يكمن في عودتهم الى مناطقهم وبيوتهم ولا سبيل لتحقيق ذلك الا بالقضاء على تنظيم داعش الارهابي، وحسب البيانات الى حد شهر ايلول من العام الحالى وصلت اعداد النازحين فقط داخل العراق الى اكثر من 3.2 مليون شخص مايساوى 9% من مجموع السكان العراق، واحتياجاتهم المعيشية يحتاج الى 2.4 مليار دولار امريكى.
اما مشكلة الهجرة وازمة اللجوء الى اوروبا وتفاقمها والتي تعد الاسوء منذ الحرب العالمية الثانية هي واقع حال طبيعي للتهاون مع الارهاب وعدم تقدير حجمه بالشكل المناسب وسياسة اللامبالاة من البعض .
اليوم نأمل من المجتمع الدولي القيام بخطوات سريعة وفعالة وفي كل المجالات العسكرية والاقتصادية كضبط الحدود والتعاون المشترك بين الدول واحترام حسن الجوار والاتفاقات الدوليىة لحقوق المياه والتعامل مع المؤسسات الشرعية الموجودة فى العراق،
وكذلك من خلال الاعلام والتثقيف بالشكل الصحيح للقضاء على الارهاب ونشر السلام في العالم.
السيدات والسادة الحضور ..
ان تنظيم داعش الارهابي اتخذ ما اتخذ من الذرائع وارتكب ما ارتكب من الجرائم لذلك نحتاج الى تكاتف دولى لمواجهة الارهاب.
وفي الختام اشكر لكم حسن الاستماع وتمنياتي لكم ولأعمال هذه الدورة بالنجاح والتوفيق .
ئـــارام شيخ محمد رئيس الوفد العراقي
المكتب الإعلامي لنائب رئيس المجلس
مدينة جـنيف/ سـويسـرا- الأربعــاء 21/10/2015