الرئیسیة
كلمة العراق في مؤتمر دول الأسلامية

1/24/2016

أكد نائب رئيس مجلس النواب ئارام شيخ محمد رئيس الوفد العراقي في أعمال مؤتمر أتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والمنعقد حاليا في بغداد بأن أستمرار التواصل بين دول المنطقة والشعوب وقادتها لهو أمر في غاية الأهمية وخاصة في هذه المرحلة الحساسة والصعبة في ظل المتغيرات والتحولات والأحداث الجارية في العالم والمنطقة، وجاء خطاب سيادته أمام الوفود المشاركة في كلمة العراق، وأشار قائلا" علينا ألتزامات أخلاقية تجاه شعوبنا في تحقيق العدالة الأجتماعية والتداول السلمي للسلطة، وأحترام حقوق الأنسان" مضيفا الى ان العراق يتطلع ألى بناء أفضل العلاقات مع دول الجوار والعالم ولايريد ان يكون طرفا في أي نزاع أو صراع بل يعمل بجهود حثيثة من اجل لعب دور أيجابي في المشاكل والقضايا التي تخص الأمن والأستقرار في المنطقة.

 

وفيما يلي نص كلمة السيد ئارام شيخ محمد رئيس الوفد العراقي....

الدكتور سليم الجبوري رئيس الدورة المحترم، معالي الأمين العام للأتحاد ومساعد الأمين العام، أصحاب الفخامة والسعادة والمعالي، السادة والسيدات، الحضورالكريم.....

أهلا ومرحبا بكم في بلدكم العراق ونتمنى لكم طيب الأقامة في بغداد، نحن اليوم إذ نشعر بفخر واعتزاز كبير لأنكم لبيتم دعوتنا وحضرتم الى هنا وتحملتم عناء السفر، أنتم اليوم بين أهلكم وإخوانكم. . .

لا يخفى على الجميع بأن استمرار التواصل بين دول المنطقة والشعوب وقادتها لهو أمر في غاية الأهمية وخاصة في هذه المرحلة الحساسة والصعبة في ظل المتغيرات والتحولات والأحداث الجارية في العالم والمنطقة، علينا اليوم أن نغيير من أفكارنا ومفاهيمنا بما يتناسب مع حجم التطورات والتعامل مع المشاكل والأزمات بفاعلية ووضوح أكـثر.

أن أنعقاد مؤتمر أتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الأسلامي للدورة الحادية عشر في بغداد نجده نحن كعراقيين فرصة كبيرة للتشاور والتحاور مع الأشقاء والأصدقاء، لأن الواقع اليوم معقد ومضطرب فيه مشاكل عديدة من الأزمات والتوترات والتهديد الأمني التي تشكله المجاميع الإرهابية المتطرفة والتي باتت تهدد أمن وأقتصاد الدول ومستقبل العالم برمته، لذا نحتاج اليوم ألى وقفة جادة ورؤية دقيقة للتشخيص.

علينا بداية أن نتابع ونراجع معا وبنظرة شاملة حزمة القرارات والبيانات الصادرة في الدورات السابقة وبالأخص في الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية وحقوق الإنسان والمشاكل الاقتصادية، سادتي نحن أمام مسؤوليات كبيرة تجاه شعوبنا، ولأننا نتصدى المسؤولية كممثلي شرعيين عن شعوبنا وبالتالي تقع علينا التزامات أخلاقية تجاه القضايا والملفات والمشاكل في دولنا في تحقيق العدالة الأجتماعية والتداول السلمي للسلطة، وأحترام حقوق الأنسان.

أن العمل المشترك وأستمرار الحوارات المتبادلة بيننا سيساعد حتما في بناء أسس لبرامج وسياسات عمل منهجية في سبيل تعزيز آفاق التعاون والتنسيق والأصطفاف الأخوي من أجل الحفاظ على العلاقات السلمية والودية وديمومتها بين الدول، مع ضرورة تقوية الأدوات وآليات التصدي بكل أشكالها للوقوف أمام المؤثرات الداخلية والخارجية الباعثة على التفرقة والأنشقاق بين أبناء الوطن بما يضمن إرساء قيم التسامح والسلام وعزل محركات التعصب وخطابات الكراهية، نحتاج اليوم ألى خطاب واضح يدين ويفضح جرائم داعش، لذا نحن كدول، شعبا وحكومة علينا مسؤولية كبيرة ويجب أن نضاعف الجهد ونسخر كل الأمكانيات لنشر ثقافة التسامح وأرساء مبادئ السلام وتقبل الآخر وأحترام الأديان السماوية والمعتقدات الدينية والحفاظ على حقوق القوميات والأقليات في بلداننا من الطوائف والمكونات، لأبراز الصورة الحقيقية لمفاهيمنا الانسانية وأزالة الصور الخاطئة والإدعاءات والأفتراءات المزعومة في التعصب والحديث عن عدم الوسطية وألاعتدال في مفاهيمنا ومذاهبنا وأدياننا.

سادتي الأكارم . . .

لابد أن الجميع يتابع مايجري اليوم من أحداث في العراق والمنطقة، ورأيتهم جميعا حجم الخطر الذي تعرض له بلدنا، لقد واجه العراق بكل قوة وشجاعة أمام أخطر وأكبر منظمة إرهابية مصنفة عالميا، أن داعش الأرهابي بث الرعب في المنطقة وأرسل رسائل عديدة يهدد فيه العالم، وللأسف هناك بعض من الدول في البداية أستهان بهذا التنظيم ولم يشعر بقدراته العسكرية وأمكانياته المادية، لقد دخلت هذه العصابات ألى أراضينا في غفلة من الزمن، ولولا تكاتف العراقيين وتوجيه المرجعيات الرشيدة والقرار السياسي والعسكري بضرورة الدفاع عن أراضينا ومقدساتنا، ولانخفي عليكم كان الوضع قبل صعب جدا، واليوم وبفخر واعتزار نقول أصبح الأمر مسيطر عليه بفضل شجاعة الجيش وأبناء الحشد الشعبي والبيشمركة وألتحاق العشائر الأصيلة ألى صفوف قواتنا لقتال داعش والقضاء عليه في معظم المناطق.

أن العراق اليوم أثبت للعالم بأنه شعب لديه أرادة صلبة وقوية ورفض كل أنواع التطرف والأفكار الظلامية، شعب يعشق الحرية ويؤمن بالسلام، نحن طلبنا الدعم من المجتمع الدولي منذ الأيام الأولى في المعارك لمواجهة داعش، لقد خلف أرهابيون دمارا في المناطق الذي سيطروا عليها و وصل أعداد العوائل النازحة ألى ملايين والأرقام كانت مخيفة والمأسات كانت كبيرة، ولكن مع عودة الآلاف ولازالت هنالك آلاف مؤلفة من العوائل النازحة ينتظرون تحرير أراضيهيم المغتصبة من اجل العودة الى دياريهم.

أن دخول داعش الأرهابي ألى بلادنا وأستباحة الحرمات والمقدسات كان أختبارا صعبا ومحرجا لكل العراقيين، واليوم نقولها بفخر وصدق" بالرغم من وجود مشاكل سياسية وأقتصادية ألا أننا قد تجاوزنا مرحلة الخطر ونحن على مشارف تحقيق النصر النهائي وطرد هذا التنظيم من وطننا ".

نحن نتطلع ألى بناء أفضل العلاقات مع دول الجوار والعالم ولانريد أن نكون طرفا في أي نزاع أو صراع، بل نعمل جاهدين كبرلمان وحكومة في لعب دور أيجابي في القضايا والملفات التي تخص المنطقة في الأمن والأستقرار، ومن الضروري جدا نحن كممثلى الشعب أن نعمل على تعزيز آليات التنسيق والتعاون الملائم لمستجدات وتطورات العصر ونبذ التعصب والتطرف الذي بات ينتشر في بلداننا كوباء وأمراض خبيثة، وأصبح من الضروري جدا الأستجابة السريعة لمبادئ العمل المشترك فيما بيننا لحل المشاكل والخلافات واللجوء ألى الخيارات والوسائل السلمية التي أٌقرتها المواثيق الدولية، أخيرا نتمى ان نخرج جميعا من هذا الملتقى المبارك بحزمة من القرارات والتوصيات تخدم القضايا المصيرية لمجتمعاتنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ئارام شيخ محمد

نائب رئيس البرلمان العراقي

الأحد ٢٠١٦/١/٢٤

 

 



التصریح و التعبیر

Developed by Avesta Group and powered by Microsoft Azure