كلمة العراق في مؤتمر برلمانات العالم-جنيف
10/25/2016
بِسْم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس الهيأة الرئاسية لمجلس البرلمانات العالمي السيدات و السادة رؤساء و أعضاء الوفود المشاركة المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتقدم لكم جميعا بشكرنا و تقديرنا على ما تقدمونه من عمل جاد و بناء في خدمة التنمية و الحكم الرشيد و بناء الأجيال في شتى اصقاع الارض.
في جعبة القادم من العراق قضايا مهمة و ضاغطة كثيرة لاتؤثر في وضع العراق السياسي و الأمني و الاجتماعي فقط و لكنها تؤثر في المنطقة و العالم بقدرٍ مساوٍ و بطرق شتى.
في العام المنصرم استعاد العراق بعضا من مكانته المستحقة على خارطة الاهتمام الدولي بعدما أدرجت أهواره على لائحة التراث الإنساني، و للتنويه فقط نقول ان منطقة الأهوار هي المكان الذي نشأت فيه الحضارات السومرية و الاكادية و البابلية و حضارة لكش و أوروك و أريدو هي ذات المكان الذي يسمى مهد الحضارة حيث انطلق گلگامش في رحلته صوب الخلود و انطلق ابراهيم الخليل أبو الأنبياء الى العالم بقصد التنوير و اخراج بني البشر من الظلمات الى النور.
في العراق أيضا تصدينا و مازلنا نتصدى لأعتى عصابة دموية عرفتها البشرية و كان العراق و مايزال ينزف دم ابناءه و ينفق ثرواته و تهدم فيه مواريث الأنبياء و حواضرهم من اجل الانسانية و نيابة عن دول العالم اجمع، فهل قام العالم بمسؤولياته تجاه العراق؟ نقف هنا لندعوكم لذلك فنحن نفقد ابناءنا يوميا و تتراجع في بلدنا مسيرة الاعمار و التنمية لأن قدرنا هو ان نواجه أفواج الارهابيين القادمين الى بلدنا من كل فج عميق.
ندعوكم و بشدة الى التفكير الجاد بنساء العراق اللائي عانين من وطأة الحروب و تبعاتها و التفكير الجاد بأطفال العراق الذين حرموا على مدى أربعة عقود من ابسط مقومات الحياة الكريمة الآمنة. ندعوكم لنعمل من أجل شباب العراق الصاعد المعروف بذكائه وقدراته الخلاقة، لأن عملنا المشترك سيحقق لنا جميعا النجاح المنشود و يغرس في نفوسنا أملا جديدا في الحياة.
و في غمرة سكوت العالم و تخليه عن مسؤولياته تجاه العراق و مايلاقيه من عنت و تحديات تأتي الجارة تركيا لتجرب بعضا من أحلامها و طموحاتها اللامشروعة على أرض العراق و ترسل جنودها و عتادها رغم رفض العراقيين شعبا و حكومة لذلك التواجد غير الشرعي. و الذي يهدد علاقات حسن الجوار و ينذر بشرٍ مستطير يعم المنطقة و العالم. و ها أنتم سيداتي سادتي امام مسؤولية أخرى يطالبكم العراق بالاضطلاع بها و إنجازها كما ينبغي.
ورغم كل التحديات التي نواجهها في العراق حكومة و شعبا إلا اننا أحبطنا جميع محاولات بث الفرقة و مشاعر العداء بين مكونات شعبنا. و في البرلمان العراقي كنّا و مازلنا نمارس عملنا بدرجة عالية من الشفافية و احترام الفصل بين السلطات و الديمقراطية الحقيقية. و قد تفاعل مجلس النواب مع مشروع الإصلاح الذي طالبت به الجماهير التي احتجت و تظاهرت بطرق سلمية و حضارية، و استجاب المجلس لتلك الجماهير بالعمل على تصحيح مسار العملية السياسية و مساءلة المقصرين في السلطة التنفيذية و مفاصل الدولة الأخرى و محاسبتهم، فأقيل عدد من الوزراء و حوسب غيرهم من مسؤولي الدولة العراقية و لن نحيد عن هذا المسار حتى ترسخ في بلدنا مفاهيم وقيم الديمقراطية و الحكم الرشيد.
السيدات السادة الكرام: بينما اتحدث إليكم الآن يقاتل ابطال العراق الغيارى من جيش و قوات أمنية و أبناء بلدنا المتطوعين في سرايا الحشد الشعبي و البيشمرگه و العشائر الأصيلة الدواعش المجرمين نيابة عن الانسانية و العالم أجمع، و هم يحررون تباعا مدينة الموصل ( نينوى) حاضرة التأريخ و الممتدة الى الآف السنين حيث انتهك فيها الدواعش ما لا يخطر على بال إنسان من المحرمات. و سنزف للعالم أجمع تباشير تحرير العراق كاملا و سحق عصابات الظلام و الهمجية الى غير عودة.
السيدات السادة الكرام: رغم ان التضامن و التعاطف مع العراق يفرح العراقيين و يجعلهم يشعرون حقا بالانتماء الصادق للأسرة الانسانية، لكن في مثل ظروف العراق ما نحتاجه أبعد و أعمق من التضامن و التعاطف. نحتاج الى فعلٍ مؤثر و عمل منتج لأن عوائد ذلك ستكون لنا جميعا، و لأجيالنا القادمة.
مرة اخرى نتقدم إليكم سيادة الرئيس و الى جميع الوفود المشاركة بالشكر و التقدير و ندعوكم مجددا للعمل معنا على استقرار العراق و العالم ففي ذلك خيرنا وفلاحنا جميعا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ارام شيخ محمد
نائب رئيس مجلس النواب العراقي
رئيس وفد العراق في مؤتمر اتحاد برلمانات العالم
25/10/2016