كلمة ئارام شيخ محمد بمناسبة ذكرى السنوية لأستشهاد السيد(محمد محمد صادق الصدر)

3/13/2015

أكد سيادة نائب رئيس مجلس النواب العراقي السيد ئارام شيخ محمد على ضرورة توحـيد الجهود وعلى السياسيين في الحكومة والبرلمان تحمل المسؤولية لأن العراق يمر بمرحلة صعـبة وحـساسة ويجـب تفويت الفرصة على أعـداء البلد من الدواعش، مضيفا ضرورة التمركز في خـندق واحد لمحاربة أصحاب الأفكار الظلامية ودعاة القتل والدمار، وجاء حديث سيادته خلال كلمة ألقاها في الحفل التأبيني الذي أقيم في القاعة الكبرى في مجلس النواب العراقي بمناسبة الذكرى السنوية لأستشهاد المرجع الديني السيد(محمد محمد صادق الصدر) ونجليه في محافظة النجف الأشرف.


وفيما يلي نص كلمة سـيادة نائب رئيس مجلس النواب العراقي:


بسم الله الرحـمن الرحـيم

 
السـيدات والســـادة الحــضور الكـريم ...

يشـرفـنا أن نشـارك اليوم وهـذا الجـمع الخـير مع أخـواننا من التـيار الصدري وأبنـاء شعـبنا العراقي حـفل تأبين بمناسبة مرور الذكـرى السابعة عـشـر لأسـتشهاد المرجـع الديني آيـة الله السـيد (محـمد محـمد صادق الصدر) ونجـليه ونعـزي اليوم سـماحة السـيد مقـتدى الصدر والأمة الأسلامية بهذا المصاب الألــيم، وكلنا يتذكر جــيدا حـينما أقدمت الأيادي الآثمة والغـدر للبعث المقبور بالتطاول واغتيال الشـهيد السعــيد مع نجـليه في محافظة النجـف الاشرف.

 أن السـيد الشـهيد من عائلة علوية أصيلة معروفة بالعلم والصلاح وترعـرع في كـنف العـلماء والفـقهاء, لقد نشـأ في أسـرة عـلمية معروفة بالتقـوى والأيمـان والزهــد والـورع, وأخـتار خـطى جـده الرسـول الأعـظم محمد (ص) وآل بيته الأطهار طريقا وعنوانا أيمانا منه بضرورة تحـقيق العـدالة والمساواة، معـبرا عن رفـضه لكـل أشكال الظلـم والقـمع والاستبداد ووقـف بشجاعة عالية ضد الطاغية وأعلن موقـفه الرافض لمنهج وأفكار حـزب البعـث المنحل، وقد عُرف بنشاطه المُناهض ضـد النظام البائد وضحى بدمائه الزكية من أجـل نصرة الحـق والدين.

لقـد عـرف عن السـيد الشـهيد مساندته للفـقـراء وعامة الناس من المحـتاجين وتسيير شؤون أبناء المجـتمع واقام صلاة الجمعة وأمها بنفسه في مسجـد الكوفة في النجـف الأشرف، وتعـميم اقامتها بمدن العراق، كما تصدى لمسؤوليات الجـسام التي كان يتحـملها تجـاه الدين والوطـن, وكان معروفا بمواظبته على أداء مهـامه في حـقـل التأليف, ونستطيع القـول بأن حـجم المؤلفـات العـديدة التي أصدرها السيد الشهيد هو برهـان واضح لأهـتمامه وسعـيه في مجـال الفـقه والتفـسير وأثـرى بمؤلفـاته الثقـافة الأسـلامية.

 أن الذاكرة الأنسانية شهـدت له المواقف الإيمانية وسجـلت في حـياته الذكرى العـطرة لهـذا التراث والفـكـر النير والنبع الأصيل للقـيم والفضائل, وشعـبنا العراقي لاينسـى أبدا مواقـف السـيد الشـهيد على المسـتوى الأنسـاني والوطني.     

 السيد محـمد صادق الصدر قـدس سـره الشريف كان مرجـعا دينيا وقطبا مهما من أقطاب الأسـلام وله مكانة رفيعة بين العلماء وعامة الناس, وأجـتهد في مجال الفـقه والعـلم وقـدم بحـوثا ودراسات قيمة نتذكر منها (نظرات إسلامية في إعلان حقـوق الإنسان) و (شذرات من فلسفة الإمام الحسين) و(القانون الإسلامي، وجـوده، صعوباته، منهجه: وهو محاولة مختصرة لاثبات إمكان كتابة الفتاوى الفقهية على شكل مواد قانونية)، والسـيد الشهيد عـرف بصفاء روحـه وتمكن من تشخـيص المواقـف الشـرعـية والوصول إلى الحـقائق وقـدم لطلابه البحـوث الشرعية والتي تعـد نادرة وجـديدة في ميدان الفـقه.

 أعـزائــــي الحـــــــــــضور ....

أن هـذه الأرض الطيبة تفـتخـر بعلماءها ورموزها الدينية والفـكرية والمناضلين والأحـرار الذين ناضلوا وجاهـدوا من أجل الحـق وكرامة الإنسان, ومن هذا المنطلق ولسبيل العـيش في حـياة كريمة وحـرة يتوجـب علينا نحـن كسياسيين في الحـكومة والبرلمان تحـمل المسـؤولية لأننا نمر بمرحلة صعـبة وحـساسـة ويجـب أن نفـوت الفرصة على أعـدائنا من الدواعـش الذين يسعـون كل اليوم وبشـتى الطرق ترويع الناس وقتلهم بأبشع الوسائل وضرب التجـربة الديمقراطية وإفـشال العـملية السياسية في العـراق وهذا مايدفعـنا نحـن اليوم كأبناء البلد الواحـد أن نعـمل سـوية ونبذل مافي وسعــنا للتوحـد ورص الصفـوف وعلينا التمركز في خـندق واحـد لمحاربة الأرهابين أصحاب الأفكار الظلامية دعــاة القـتل والدمــار.

أن مشاركتنا في هـذا الحـفل التأبيني مع أخـواننا في بغـداد في الذكـرى السنوية لرحـيل آية الله السيد (محمد محمد صادق الصدر) هو تعـبير واضــح وجلي عـن أخـوتنا وهي رسـالة للذين يحاولون النيل من هـذه اللحـمة الوطنية, فنحـن نفتخـر ونجـل ونعـظم بكل تقـدير مراجـعـنا ورموزنا العـراقية الوطـنية بكـافة مكونـاته وأطيـافه.

رحـم الله فقهائنا وعلماءنا وطوبى لشهـداء العـراق وكـوردستان وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ئـــارام شـــيخ محــمد
نائب رئيس مجلس النواب العراقي
الأربعاء 25/2/2015